خمس قصائد

Riyad al-Salih al-Hussein

حياتنا الجميلة

الحياة حلوة
يقول العصفور
ويرتمي ميّتًا قُربَ حذاء الصيّاد

الحياة حلوة
تقول الوردة
ترتمي ميّتةً في يد الولد الوسيم

الحياة حلوة
يقول
ويطلق على رأسه النار

الحياة قبيحة، كريهة، فاسدة، شرّيرة
يقول الطاغية
ويقضم قطعةً من البسكويت.



١٠ - ١١ - ١٩٧٩

أنا حبّةُ عنب حلوة
تعالَ وامضغْني بأسنانكَ الرقيقة
أنا شجرةُ حُبّ قريبة
اهربْ إلى ظلّي من شمس أيلول
أنا زهرة برّية
تحت جنزير دبّابة
ألا تريد أن تقطفني قبل أن أموت؟



ورق

ورقة بيضاء كانت
ورقة بيضاء فقط
لم يكتب عليها العاشق رسالة
ولم يطبع عليها الدولة قانونًا
ورقة بيضاء نقيّة كالنبع
لم تمسكها يد
ولم تمزّقها أصابع
ليست هويّة شخصيّة
ولا بطاقة مجانيّة لزيارة المعتقلات
ورقة بيضاء فقط
قدّمتُها لحبيبي
فكتب عليها كلمة (أحبّك)
ولم يستطعْ أن يقبّلني



سورية

يا سورية الجميلة السعيدة
كمدفأةٍ في كانون
يا سورية التعيسة
كعظمةٍ بينَ أسنانِ كلب
يا سورية القاسية
كمشرطٍ في يدِ جرّاح
نحن أبناؤُك الطيّبون
الذين أكلْنا خبزَكِ وزيتونَكِ وسياطَكِ
أبدًا سنقودُكِ إلى الينابيع
أبدًا سنجفّفُ دمَكِ بأصابعنا الخضراء
ودموعَكِ بشفاهنا اليابسة
أبدًا سنشقُّ أمامَكِ الدروب
ولن نتركَكِ تضيعينَ يا سورية
كأغنيةٍ في صحراء.



حتى الذئاب

عندما تكونينَ حزينةً
يحزنُ معكِ النهرُ والزورق
أشجارُ الصفصافِ والدوريُّ الرمادي
الجبل ومصباحُ الغرفة
الستائر وضوءُ الشمس
القلبُ في الصدر
والسمكُ في الأنهار
وحتى ذئابُ البراري المتوحّشة
حتى الذئاب
تدفنُ رؤوسَها في الرمال وتبكي.