من سبعة طيور

محمد بنيس

فانُوس

تحْتَ الثّوبِ رأسٌ توسّدُ
حِجْرَ الهَواءِ ـ الأرضِ
في الصّدْرِ نتوءٌ
يَدانِ تتخلّصَانِ منْ سُمومِ ليْلاتِ
الألمِ
قدمَانِ ضُمّتْ إحْدَاهُمَا
إلى الأخرَى
تبتعدَانِ عن ضَجيج مَا زالَ يُشوّهُ المَكانْ

بعْدَ قليلٍ سَيحْملونَ الجُثةَ
إلى حيثُ الصّلواتُ على الميّتينَ
تتردّدُ
إلى مقْبرةٍ
في رُكْنٍ من القبُور السّريعةِ التّجْهيزِ

هُناكَ
عنْدَ الهُبوطِ إلى العَدَمِ
كلّ شيْءٍ يُسْمعُ دقّاتٍ تتوَالَى
حتّى الصّمْتُ

سيّدَةٌ
أمامَ موْتتهَا
تحرّكُ الفانُوسْ





اخْتفَاء

لا تبدأ الخطوةُ الأولى إلاّ بمَا أنتَ فيهِ
شكوكٌ دائماً تُحدّقُ
دوْخةٌ
معَ الأيام تغتسلُ في منابعهَا

زَادُكَ الكلمَاتُ
هذه الطريقُ لا تراهَا إلّا بيْنَ عَتمةٍ
وعَتمةٍ
صديقٌ كانَ هُنا ثمّ اختفَى
ليْسَ كلّ وداعٍ يصْلحُ أن يكونَ وَداعاً
يدٌ
بيْنَ أحْجارٍ تدلّ علَى الطريقِ
في الطريقْ





يَدٌ زرْقَاء

هيَ ذي
جذورُكَ في الرّمالِ تشعّبتْ
صوتٌ يسيلُ بينَ
سُفوحٍ تتكلّمُ

لمْ ينتهِ النشيدُ
بعدُ

صحْراءُ قادمةٌ معَ الطّريقِ نحْوكَ
صحْراءُ من كلماتٍ

عاصفةٌ
تهبّ في شكْلِ أحَدٍ ظننتَ
أنّهُ الشّبيهُ
لكنّ النشيدَ ارْتفعَ
منْ يدٍ تبحثُ عنكَ بينَ طُيورٍ
يدٌ زرقاءُ في
يدِكَ

لغةُ الطّريقْ