ثلاث قصائد

سليمان جوني‎

أننا نتغير بإستمرار

ولدت في قطاع 28 
وتربيت في قطاع 31 
وكان لي حفنة من الأصدقاء يربون وساوسهم في كتاب .
وهم مثلي أيضا كانوا يعتقدون بأن قراصنة من الفايكنج قد أبحروا الى شط العرب ، ثم أنهم لبسوا اقنعة هنود متسولين ودخلوا على أقدامهم الى بغداد .
قلت لأطفالي : كنت أبول على سياج المدرسة عندما خطفوني وعادوا بي الى كوبنهاغن .
اليوم وأنا اقود دراجتي الهوائية برفقة الأطفال ، 
أقول لهم : لا تتبولوا على سياج المدرسة ، فربما هناك ينتظركم حفنة من السومريين ، يريدون العودة بكم الى قطاع 28 .





علينا أن نساعد نيتشة

انت تقترحين اللغة
لكنني اقترح المعنى
افتحي حياتك
مثلما انا قد فتحت حياتي
دعي كل شئ يسقط
اثداءك
بطنك
القبيلة التي تنتمين اليها
دعيها تتدحرج تحت الكراسي مثل كيس بطاطا مفتوح في وسط الشارع .
كوني قردا مثلي
واحلمي باحلام خنازير فاخرة
تجلس طوال الليل تحدق في الرجال الجوف
يذهبون يوميا مشيا على الاقدام داخل الارض الخراب
ساعدي نيتشه مثلي
على ارتداء افخر ثيابه
ليذهب الى المستنقع
اعيريه حقيبتك
ليلم ما يتساقط منه
معدته , مصارينه , قلبه , والمقص الذي نسيه الطبيب
ابصقي مع نيتشه على مخلفات الحياة
الحياة التي تتلف اسنانها مثلما يتلف جسد كردي ميت على قمة جبل
اعطه نظارتك مثلما اعطيته انا نظاراتي
لكي لا يتعثر بقشرة الاخلاق
الاخلاق التي داخل الانسان
الانسان الذي داخل الاخلاق
جسدك الذي اتمدد عليه داخل الاخلاق
الاخلاق الحائط
وتحديدا عندما نجلس انا وانت
نتابع بحرقة نوري السعيد معلقا على عمود كهرباء مثل مصباح
قدمك في قدمي
يدك في يدي
وقلبك في قلبي
وساعتها ترتجفين من فرط الحقيقة
فتتوهمين شخصا اخر
يسحل جسدك الى حافة العالم
ويلقي بك في حفرة
انها حفرة الانسان
الانسان الذي بلا اخلاق
الانسان الذي لم تلوثه العائلة
ولا الحرب
ولا العمال الذين يذهبون الى المصنع
ليساهموا في دفن الحفرة
الحفرة التي في رأسي
ساعدي نيتشه
لكي يخرج منها
سالما 





حكاية لا تنتهي

انا من الشرق الاوسط ، لكنني اعيش في أوربا ، القنابل التي تنفجر في شوارع بغداد ، عادة ما تصل شظاياها الى جسدي ، مرات كثرة اسقط مضرجاً بدمي ، اسقط في وسط الساحة كمن داهمته فكرة الحرب ، رجل الاسعاف الصيني والذي يعيش في الدنمارك منذ عشرين عاماً ، يتبع خطى اجداده معي " ابرة في المخيلة " هكذا يقول لي ، ثم يغرس مساميره الصغيرة كما لو انني المسيح . 
لم تنته الحكاية بعد ، فانا لدي عادات غريبة ايضاً فعندما حفرت يدي آخر مرة ، عثرت على بوق وبمجرد ان نفخت به ، خرج الفلاسفة الى الشوارع وراحوا يرطنون امام تماثيلهم بلغات غريبة . تقول حبيبتي رغم انني لا اعرف لغتهم الا انني افهم ما يقولون . 
في رأسي ايضا قصيدة تعود للعام 1935 ، وكانت بمثابة سر عن الهة تنكرت بزي مهرج ودخلت الى السيرك ، بعد نهاية العرض ، صفق الجمهور ، ونسي ان يتوقف الى اليوم .
اقول لأطفالي : ها انا انزع نعليّ وادخل صورة العائلة .
اقول لأشباهي : انا مدينة نائمة .