أربع قصائد

جان دمّو

شوبرت الإغريقي

أمولدٌ جديد
ما يرسبه الأرق
من ريشٍ وذكريات
ورصاص؟
.رحيلٌ جديد, رحيلٌ مضاد
لا مساواة بعدُ بين
.ظلّ الثلج ورماد الظلّ
(أَيتعينُ اللجوء إلى نرسيس (أو باخوس
من أجل فك طلسمية الورد
أو الفراشات التي تنوس
في الممرات التي يفتحها نومنا
.وتحجّرنا

كم بعيدةٌ طرقُ الطفولة المعبدة
.كم قريبةٌ طرقُ الموت
المنحوتات الإغريقية كفيلة
بتصفية العقول التي ملأها بالتراب
.صدى الإغتراب
.شوبرت ثانيةً. والدموع لا تكفي
.ويتعينُ رمي المفاتيح في يد الرئيس





الظل

.أَمعِنْ في صدودِكَ أيّها الواقع
,فذاكَ قد يكونُ أَوْلى بتمزيق النجوم
,النجوم! قَدَمٌ تبحثُ عمّا يماثلُها، قَدَمٌ تُورقُ مع الحلم
.قَدَمٌ تَقْطَعُ
.الفأسُ التي صُنِعَتْ لقطع الجذوع ستظلّ فأسًا دومًا
.آخِرُ وافدٍ إلى مملكةِ ذراعي كانَ يوم الثلثاء
.بينَ المطر والحقيقة يَسْقُطُ ظلّ الله
.ها أَنَذا في سبيلي إلى ممارسةِ إنسانيّتي
.الغرفة مربعةٌ، وكذلك القلب
.مع آخِر سجائري، يتّخذُ القلق مكانَه الأشدّ توحشًا
.أَسْقُطُ





براري العواصم

تقضمُ كمثرى النوم
وتستريحُ على ركامٍ من الحيل والمخاطر والاندحارات
وتستريحُ فوق قطار الأمس
:وتظلّ أشباحُك نابضةً, قويةً, حية
.إنهم رفاقُك الخالدون
فارغةٌ الموائد
كقلب الليل
كمعادلاتِ آينشتاين: وها أنت
تركضُ باتجاه سراب اللحظات
...إنكَ ثملٌ, إنكَ ظمآن
;ثملٌ وظمآنٌ أكثرَ ممّا ينبغي: وهذه الحياة
.هذه هي اللانهاية

تُقفَل أسوارُ البيوت دونَكَ
تنثُرُكَ الريحُ في الشوارع
تلتحمُ بمياهٍ غزيرة
بمياهٍ بحجم الفتوّة والشباب
تركتَ أسرارًا كثيرة في ظلال الرمل
صادقتَ فوّهةَ القوة
فتحتَ أبوابَ الحظّ
أرسيتَ النارَ
في قوافل الروح
انحنيتَ أمامَ الملوك
.كثيرًا... طويلًا
أسرفتَ في تحبير الأوراق
وجعلتَ من السماء موقعًا للانفجار
للاندثار
ولا شَوْك
أنتَ لم تكن مخلصًا لذاتكَ
كنتَ غريبًا عنها
فحتى الأسماء والآبار والرياح
كنتَ تعتبرُها
ضربًا من العبث
!أية خسارة
أنتَ في حاجةٍ لمعرفة الأصول
:لتحسّسِ المنابع
الضوء, النسائم, الحقيقة
التناقض وبحيرات الدم, لِمَ لا؟
أنتَ تأرجحتَ طويلًا
ولكنْ كانت دومًا حواليكَ أعشابٌ كؤوسٌ
وأعراسْ
هذرٌ جميلْ
هذرٌ تافه
ما من شيٍ يتداخلُ في اللامتناهي
في الهيولى
.وهذه هي براري العواصم





قصيدتان

لا حاجةَ بعدُ للهيروغليفيات
فهي من شأن القياصرة؛
.الذين تكاثروا من حولنا, كالوباء
أما الأقاصي, التي مَغْنَطَها الفَيْلَقِيّونَ الحمقى
.فالأجدرُ أن تُهْمَلَ, أو تُهْدى إلى شاعرٍ عاديّ
الخرائبُ لنا, هذا هو الجميل
أمّا الفراديسُ الاصطناعية, فليَهْنَأْ بها اللصوصُ, أو الأنذال
.عبورُ العدم أو الوجود ليسَ غيرَ مجرّدِ حدث
أمّا الخطيرُ فهو الوصولُ إلى الأنا
.إلى الينابيع التي هَجَرَها الشيطان
بَدَلاً من الشيخوخة, فنزولًا, نحوَ البداية
.اُبْتُلِينا ببداياتٍ لا نهايةَ لها
.لا نهايةَ لجرثومات الألم
.لا نهايةَ لطقوس البياض
.لا نهايةَ للأهوال التي يبتدعُها تعصّبُكم الأعمى
.إذن فلا نهايةَ إلّا لِما نبتدعُه الآن
.وما نبتدعُه هباءً
.هكذا تأتينا الشفرةُ عبرَ دويّ العصور
.العصورُ
ها أنذا مع
.تفّاحةٍ
.وهذا يكفي

هل سنعرفُ يومًا
اللاعبَ الخفيَّ
:في هذه اللعبةِ القذرة
الموت-الحياة؟